عندما التقيت عمر بن الخطاب

التقييم: 5/5 - (1 صوت واحد)

معلومات الكتاب

عنوان الكتاب: عندما التقيت عمر بن الخطاب

نوع المنشور: كتاب

اسم المؤلف: أدهم شرقاوي

عدد الصفحات: 365 صفحة

دار النشر: دار كلمات

تاريخ النشر: 2007

اللغة: العربية

Read & Download

التصفح والتحميل

Information

Title: When I met Omar bin Al-Khattab

Type: Book

Author Name: Adham Sharkawy

Number of Pages: 365 pages

By: Dar Kalemat

Date: 2007

Language: Arabic

نص من - عندما التقيت عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب دليل حي على ما يفعله الإسلام بالناس، وكيف يحولهم من طغاة إلى رهبان ليل، ومن رعاة ماشية إلى صانعي حضارة وهازمي إمبراطوريات!  فالرجل الذي كان يصنع صنماً من تمر ليعبده اول النهار ويأكله آخر الليلن وهو نفسه الذي قطع شجرة بيعة الرضوان كي لا يتعلق قلب بغير الله! والرجل الذي كان يكيل العذاب لمن قال لا إله إلا الله دون أن يرف له جفن، هو نفسه صار يخشى أن تتعثر دابة عند شاطئ الفرات خوفاً من أن يسأله الله: لم لم تصلح لها الطريق ياعمر؟!

كان في السادسة والعشرين عندما أصابته دعوة النبي صلّ الله عليه وسلم في قلبه: اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام!

هكذا بدأت الحكاية، دعوة جذبته من ياقة كفره إلى نور الإسلام، وانتشلته من مستنقع الرذيلة إلى قمة الفضيلة، واستلته من دار الندوة إلى دار الأرقم!

ولأن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، كان عمر الجاهلي مهيأ بإتقان ليكون عمر الفاروق! كل ما كان ينقصه إعادة هيكلة وصياغة، وليس أقدر من الإسلام على هيكلة الناس وصياغتهم من جديد! فالإسلام لا يلغي الطبائع إنما يهذبها، ولا يهدم الصفات وإنما يصقلها، وفي الإسلام هُذّب عمر وصُقل حتى صار واحداً من الذين لا يأتون إلا مرة واحدة في التاريخ!

الإسلام قتل كفر عمر ولكنه لم يقتل شخصية عمر بل أطلق لها العنان بعقلية جديدة، فالذي كان صلباً في الباطل بقي صلباً ولكن في الحق، والذي كان يجهر بالكفر دون أن يلقي بالاً بأحد جهر بالإيمان دون أن يلقي بالاً بأحد!

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال مشروع:

أن الإسلام يهذب الطباع ويصقل الصفات، وأن الناس معادن، فإننا نتفق أن حزم عمر الخليفة هو حزم عمر الجاهلية وإن اختلفت الغايات وتنافرت البواعث، ولكن كيف نفسر تلك الرقة التي كانت تتكلل حزم عمر، أين كانت تلك الرقة في الجاهلية، أليس هو نفسه الذي نكل ببني عدي، ولم يسلم منه حتى أقرب المقربين منه، ممن أعلنوا إسلامهم، فإن لم تظهر رقته عليهم فكيف يمكن نسبة تلك الرقة إلى طبعه؟!