كتاب علم الوراثة وأمراض النبات

كتاب علم الوراثة وأمراض النبات المؤلف: خليفة عبد المقصود زايد  – كوثر سعد قش

يعد علم الوراثة وأمراض النبات من الموضوعات الهامة التي من خلالها يجب أن يلم المتخصص في مجال أمراض النبات بطبيعة الجهاز الوراثي في مسببات أمراض النبات وعن كيفية نشوء السلالات الفسيولوجية فى هذه المسببات المرضية والتي عادة ما تكون أشد ضراوة من المسبب المرضي الأصلي، علاوة على أن هذا كتاب علم الوراثة وأمراض النبات سيوضح للدارس والباحث فى مجال أمراض النبات كيفية استخدام التقنيات الوراثية فى دعم صفات المقاومة الحيوية في النبات من خلال إنتاج نباتات معدلة وراثيا بجينات معينة لمقاومة مسببات مرضية معينة للنبات، وهذا الكتاب “كتاب علم الوراثة وأمراض النبات”  هو مدخل لبرنامج أمراض النبات، حيث ان التربية لمقاومة الأمراض تعد أحد الأهداف في برنامج تربية النبات، خاصة وأن بعض المسببات المرضية لا يمكن مقاومتها بأي وسيلة أخرى، وبصفة خاصة مع ازدياد الوعي بخطورة مبيدات الآفات على الإنسان والبيئة.

والآن هناك مجال يسمى الأمان الحيوي وتقييم المخاطر الناجمة عن التلوث البيئي بالملوثات ومنها المبيدات وهذا مجال إهتمام وكالة حماية البيئة الأمريكية ووكالات أخرى لحماية الإنسان والكائنات الحية من الضرر الوراثي الناتج عن استخدام المبيدات، فلقد نجحت الأصناف المقاومة فـــي تفادي المزارعين فى جميع أنحاء العالم لخسائر تقدر بملايين الدولارات، كما وفرت عليهم جزءا كبيرا من تكاليف المقاومة الكيميائية للمسببات المرضية المختلفة علاوة على الحفاظ على البيئة من استخدام كم هائل من الكيماويات في برامج المكافحة الكيميائية، فبدون توفر الأصناف المقاومة للأمراض لا يمكن زراعة بعض المحاصيل في مناطق معينة من العالم بسبب تواجد مسببات تلك الأمراض في هذه المناطق بصورة ثابتة.

وبالرغم من أن التربية لمقاومة الأمراض لم تنجح في إنتاج أصناف من الحبوب الرفيعة ذات المقاومة الثابتة لبعض الأمراض كالأصداء والتفحمات والبياض الدقيقي، بسبب إنتاج مسببات تلك الأمراض لسلالات فسيولوجية جديدة أشد ضراوة من المسبب المرضي الأصلي وقادرة على كسر مقاومة تلك الأصناف، إلا أن الأصناف المقاومة نجحت في منع ظهور تلك الأمراض بصورة وبائية، وبذلك فإنها ساعدت على ثبات الإنتاج الزراعي من تلك المحاصيل.

ومع ذلك فإن المسلم به هو أن التربية لإنتاج أصناف جديدة مقاومة للأمراض عملية بطيئة، إذ إنها تستغرق من ۱۰ – ١٥ سنة ( وربما تقل تلك المدة عن ذلك إذا أمكن زراعة أكثر من جيل من المحصول فى نفس العام )، وبمقارنة التربية لمقاومة الأمراض باستخدام المبيدات يتبين أن تكاليف إنتاج الصنف الجديد المقاوم أقل بكثير من تكاليف إنتاج أى مبيد، وبالرغم من أهمية الأصناف المقاومة فإن المقاومة مهما كانت قوتها لا يجب أن تكون سببا في إهمال العمليات الزراعية الأخرى التي من شأنها خفض شدة الإصابة، فيتعين مثلا الاستمرار في الدورة الأصناف المقاومة للأمراض التى تكون الإصابة فيها عن طريق المجموع الجذري، لأن ذلك يؤدى إلى تقليل احتمال ظهور وانتشار سلالات فسيولوجية جديدة من المسبب المرضي.

فعلم أمراض النبات هو العلم الذي يدرس الكائنات الحية والظروف البيئية التي تسبب المرض في النبات، كما يدرس الميكانيكية التي بها تحدث هذه العوامل أمراضا للنبات والتفاعل بين العوامل المسببة المرض والنبات المريض وكيفية منع المرض لتخفيف الأضرار المتسببة عنه أو مقاومته قبل أو بعد ظهوره على النبات.